موقع فاطمة القرياني

      من هنا للذهاب موقع فاطمة القرياني الرسمي

تقول فاطمة القرياني


قُدّر علي إحتراف الغناء و الفن.. فهذا القدر الذي منحني قدرات صوتية أكسبتني ثناء الجميع لم يبخل علي بتهيئة الظروف و الفرص المتعددة لأمسك أول الخيط و أخطو خطواتي الأولى في طريق أتمناه أن يكون مليئًا بالنجاح و النجوميةهذا القدر الذي خطف منّي الأب في السنة الأولى من عمري عوّضني عن هذا اليُتم المبكّر بأم حنون رائعة استطاعت أن تمنحني دلال آخر العنقود كوني خامس بناتها و أصغرهن سنًا و أن تشرف على تربيتي كأم و كأب و كصديقة و كأخت و حتى كمستشارة فنية و إنسانية... أما إخواتي الأربع اللواتي يكبرنني سنًا فقد تبارين على محبتي حتى يعجز القلم عن رد الوفاء لهن و لوالدتي الحبيبة...
بالطبع لا أذكر فجر ذلك اليوم عندما غنيت أغنيتي الأولى صباح يوم ربيعي: ففي العشرين من شهر أبريل (نيسان) ولدت، و ملأت مدينة مكناس بسمفونية من البكاء معلنة قدومي إلى هذه الحياة، و كأنني كنت أدرك لحظة ولادتي بأنني وليدة لعائلة مولعة بالفنون و تحب الاستماع إلى أصوات العمالقة لا سيما السيدة أم كلثوم و موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وغيرهم الذين تربّيت على ابداعاتهم الفنية وحفظت معظم أغانيهم و بشكل تلقائي تحولت إلى فنانة العائلة فلا يخلو تجمع من صوتي و لا تكتمل فرحة صلة الرحم إلا بأغنياتي...
و التعلق بالكبار لم يكن مقتصرًا على عائلتي الصغيرة، فحتى عائلتي الكبيرة لديها الهواية نفسها: فخالتي و عائلتها التي كانت تهوى تجميع ألبومات أم كلثوم فتحت لي الفرصة الأولى في حياتي عندما أقنعت قائد فرقة موسيقية يعزف في عيد ميلاد ابنها أن يعزف معي أغنية "فكروني" و قائد الفرقة الذي تهرّب في البداية من المهمة لصغر سني، حيث كنت إبنة سبع سنوات، أقنع والدتي بعد أن أديت الأغنية بأن تجعلني أدرس الموسيقى بشكل أكاديمي و بالفعل ألحقتني والدتي بالمعهد الموسيقي بمكناس في العام التالي لأدرس الموسيقى إلى جانب المدرسة التي أصبحت بالطبع فنانتها التي تغني في كل المناسبات... و في سنوات الشباب الأولى أتتني الفرصة الثانية و الخطوة التالية في عالم الشهرة و النجومية عندما شاركت إلى جانب ثمانية ألاف حالمٍ و حالمة بالنجومية و الشهرة من أبناء وطني الحبيب المغرب في مهرجان "أنغام" و كسبت المنافسات الأولى و كنت واحدة من 22 متباريًا وصلنا الى النهائيات و كانت المفاجأة الكبرى عندما حققت المركز الأول في هذا المهرجان، وقتها غمرتني الفرحة و الفخر. و لكنني لاحقًا عرفت أن حجم المسؤولية كبير عندما بدأت أشارك في حفلات عامة و في مهرجانات مختلفة على صعيد المغرب...
و رغم بريق النجاح و لذة الشهرة و النجومية إلا أنني لم أنس دراستي و بالفعل أكملت جامعتي حتى تخرجت بتقدير ممتاز في إدارة و تسيير المقاولات كما أكملت دراستي الموسيقية و العزف على آلة البيانو...
و قبل أن أقرر ما المصير الذي سأختاره لنفسي أتتني الفرصة لزيارة دولة الامارات العربية المتحدة و لم أكن قد قررت الإقامة فيها و لكن الظروف شاءت لي أن ألتقي بالفنان (علي كانو) و ابتسم لي القدر عندما منحني فرصة أن تكون أولى أغنياتي بعنوان "الزين" من أشعار القائد الخالد الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان رحمه الله... و تتالت الأعمال و التعاونات فكان القرار بالاستقرار في بلدي الثاني الامارات و تعاونت مع عدد من كبار الشعراء أمثال علي بن سالم الكعبي ،حمد بن سوقات، حميد النيادي،والمرحوم محمد بن سالم الظاهري وفاهم بن سلطان القاسمي وغيرهم و طرحت أول ألبوماتي عام 2002
أخيرًا، لا بد من الاعتراف بصعوبة المهمة عندما يكتب المرء عن نفسه، و لكنها بضع كلمات عن مسيرة قصيرة و بداية لمشوار أتمناه حافل بالنجاحات و هذا لن يتحقق إلا بتوفيق من الله أولا ثم بفضل دعوات صاحبة الفضل الأكبر في حياتي والدتي الحبيبة و مساندة كل من يحب صوتي... و لكم محبتي...